Post by Arasale Team on Jul 5, 2014 10:47:11 GMT -5
مجلة سيدتي: لم يحقق مسلسل "كلام على ورق" أي نجاح جماهيري وفني ونقدي يذكر بعد مرور خمس حلقات منه، ولم يشفع له أنه أول عمل درامي للفنانة اللبنانية هيفا وهبي وهو عنصر جذب سهل تسويق العمل على الفضائيات العربية، وحقّق له نسبة مشاهدة عالية مبكرة بدافع الفضول لرؤية ماذا ستقدم هيفا للدراما العربية بعد إيقاف فيلمها "حلاوة روح"، ولرؤية ما سيقدمه المخرج محمد سامي لها متحدياً بها الفنانة المصرية غادة عبد الرازق بعد نجاحه معها في عملين مميزين "مع سبق الإصرار " و"حكاية حياة" لكن العمل وبدءاً من الحلقة الأولى لغاية الحلقة الخامسة صدم المشاهدين بنص سطحي وفج هزيل لم يعالج درامياً بأسلوب فكري راق، أخطر قضايا العصر: الإتجار بالبشر وإكراه النساء على العمل بالدعارة وتجارة الجسد من خلال قصة مافيا تجند فتيات بالإكراه للعمل بالدعارة ومجالسة الزبائن في المنازل والملاهي الليلية، لكن رجال المافيا يملكون كالبشر العاديين قلوبا تحب ، فييتنافس رجلا المافيا مجدي (أشرف زكي) وناصر (ماجد المصري) على قلب حبيبة (هيفا وهبي) التي نجدها فجأة في هذا العالم دون معرفة الكثير عن الظروف التي أوصلتها و أدخلتها إليه، وتختار الزواج من مجدي طمعاً بماله لكنها في الوقت ذاته تقع في غرام الكاتب والمصور حمزة (أحمد السعدني) الذي يكتب رواية فاضحة وجريئة عن الدعارة، وتساعده جمانة (روجينا) في كشفها عن بعض أسرار هذه التجارة الشيطانية لكن حمزة يقتل بظروف غامضة قبل أن ينهي روايته، وتبدأ التحقيقات.
لا ضخامة الإنتاج، ولا شقلبة الصورة في المشاهد الخارجية الخلابة ستغطي على ضعف المضمون والقصة حيث نرى الممثلين والممثلات إما يشربون الخمر أو يتشاجرون أو يخططون لجرائم جديدة أو يتحفون المشاهدين بمصطلحات سوقية غير لائقة في شهر رمضان الفضيل، وأداء هيفا وهبي فيه لم يرتق بأي شكل من الأشكال إلى أدائها المميز في فيلمها السينمائي الأول (دكان شحاته)، لم نر إلا أنثى يحبها ثلاثة رجال، وترتمي في أحضانهم ، وهي غير قادرة على اختيار رجل واحد بوضوح وحسم، هيفا لم تقدم جديداً كممثلة في (كلام على ورق)، وما قيل في قوة العمل من القائمين عليه قبل عرضه للصحافة تبين إنه للآن كلام على ورق لم يظهر صدقه بعد على الشاشة.
وحين يكون النص ضعيفاً هزيلاً لا يصلحه إنتاج سخي ولا صورة بصرية جذابة ولا أسماء نجوم كبار، ولا إسم مخرج حقق نجاحاً مميزاً لم يحافظ عليه في مسلسله الثالث لأسباب مجهولة، وأجمل ما فيه أداء النجم الراحل حسين الإمام الذي قدم دوراً جريئاً و جديداً عليه أقنع المشاهدين به، ويحسب للقائمين على العمل عدم إلغاء مشاهده واستبداله بممثل آخر من باب الوفاء، وعمار شلق الذي أمتعنا بأدائه الطبيعي ،وندى أبو فرحات التي تثبت عام بعد عام إنها نجمة في الدراما العربية، وأن الأداء الطبيعي له مفعول السحر على الشاشة والمشاهدين، فالمشاهد قد تجذبه الممثلة الأنثى الجميلة لثانية ولكنه لن يتابع طوال شهر كامل سوى الممثلة الطبيعية الحقيقية.
واعتبرته بعض العائلات العربية من أسوأ الأعمال الدرامية في رمضان 2014، فما جدوى عمل جميل بصريا ومصروف عليه بسخاء ويضم نجوم كبار لكنه خال من أي عمق أو قيمة أو معالجة درامية جريئة للإتجار بالبشر والدعارة وكأنه ترويج جميل لعالم الدعارة الذي يقدم بأسلوب جذاب وتشويقي للمشاهدين الكبار والصغار.