اأميرة إختارت الشهرة بدل القفص الذهبي
تقول زميلات أميرة ، اللواتي رافقنها في
مشوارها الدراسي ‘ و آخر أيامها في الجزائر ممن تمكنا من الحديث إليهن ، أنها
كانت فتاة عادية ما كان يميزها هو جمالها الأخاذ " كانت شقراء لكنها تشبه
المشرقيات ، كانت فعلا جميلة " ، تنتمي لعائلة محافظة ، نشأت و ترعرعت في
دوار بضواحي حمادي بولاية بومرداس قبل أن تنتقل عائلتها منذ سنة إلى ضاحية
بودواو ، والدها معلم في مدرسة إبتدائية و هي البنت الثانية من مجموع 4 أطفال ،
3 بنات وولد واحد ، كانت تتابع دراستها في مدرسة للإعلام الآلي بالعاصمة ، و
أعلنت قبل أشهر خطوبتها بشاب من أصول قبائلية ، كان هائما بها لدرجة الجنون ،
وهي من وافقت عليه ولم يتدخل أهلها في إختيارها ، و لم يتردد في شراء سيارة
من نوع ماروتي هدية لها بعد أسبوع من حصولها على رخصة السياقة ، كان يلبي
كل طلباتها ، و كانت في نظر محيطها محظوظة جدا بهذا الإرتباط ، قبل أن تتغير
في الأسابيع الأخيرة و تصبح أكثر إهتمامها بجمالها بملاحظة صديقاتها ، لترى
نفسها أجمل بكثير من المتسابقات في الحصة اللبنانية " يناصيب" للظفر بزوج ، و
طرحت القضية على شقيقاتها ووالدتها " لكننا أبلغناها بمعارضتنا الشديدة " ، و
أشارت شقيقتها خلال لقائها بـ" الشروق " أنه ليس من عادة الفتاة في عائلتنا ألا
تسافر بمفردها و لا تخرج دون سبب " صحيح أننا ندرس و نتابع تربصات و لا
يمانع الوالد في ذلك و نحضر الأعراس ، لكن ذلك لا يعني تجاوز الخطوط الحمراء
لأننا في الواقع لسنا عائلة متفتحة أو كما يقال متحضرة " ، و إعتبرت ما قامت به
أميرة " سابقة".
و كانت والدتها قد قامت بفرض رقابة عليها و إخفاء جواز سفرها ، لكن أميرة
تكون قد تفطنت لذلك لتوهم عائلتها بتراجعها عن الفكرة و تسترجع جواز سفرها و
" تهرب" ذات صباح دون إبلاغ عائلتها التي تفطنت لمغادرتها البيت و سارع
والدها و شقيقها و خطيبها للحاق بها على مستوى المطار الدولي هواري بومدين
بجناح الخطوط الدولية بإتجاه بيروت ، كانت أميرة هناك ، لكنها رفضت رغم
محاولات والدها و شقيقها و دموع خطيبها ، و تشاء الصدف أن تكون " الشروق "
حاضرة ذلك اليوم بالمطار في إطار مهمة إنجاز ربورتاج حول فرقة الأنياب التابعة
للشرطة ، و نتابع مشهد " مطاردتها " من طرف عائلتها لكن كل المحاولات باءت
بالفشل ، و نجحت أميرة في ركوب الطائرة ، و يتدخل هنا شقيق أميرة " لقد
سمحوا لها بالسفر دون رضاها و عدم منعها لإنعدام قانون في الجزائر يمنع البنات
من السفر دون الحصول على ترخيص من الأهل ، اليوم نطلب إتخاذ إجراءات لمنع
تهريب الفتيات بهذه الطريقة " ، و تضيف والدته " ماذا لو كانت إبنتي مريضة أو
متخلفة عقليا ؟ أميرة تم التغرير بها ، هي فتاة طائشة لكن كان يجب مساعدتنا
لمنعنا من الإستمرار في الخطأ" مشيرة إلى أنها إتصلت بها أول مرة عند وصولها
و تم إبلاغها بأن والدتها على فراش الموت " لكنها لم تكترث و تمسكت بعدم العودة
إلى الجزائر و تحقيق حلمها خاصة بعد أن تدرجت في المسابقة و بقيت المتسابقة
الجزائرية الوحيدة مما زاد من غرورها و تعندها " خاصة و أن جميع من يعرفونها
يؤكدون أنها فتاة طموحة جدا لدرجة الطموح الأعمى ، و تتخوف والدتها مما ستقوم
به مستقبلا على الشاشة " أدعو الله خروجها المبكر لعدم إرغامها على الرقص و
الغناء و القيام بحركات تدمي قلبي " و أضافت إنها لم تجد وسيلة للإتصال بها ، و
كل مرة ، يتم تحويل المكالمة إلى مسؤول التنظيم " الذي أبلغننا بأنه لا يمكن لها
الحديث إلى أهلها لإلتزامها بدورات تدريب.
وعندما بلغنا مرضها ، إكتفت الإدارة بالقول أنها ستعود للمسابقة بعد شفائها" و
تقول الوالدة فيما يشبه الصرخة " إنهم يحتجزون إبنتي و إلا لماذا قرروا منع
المتسابقات من الدقيقة الوحيدة المخصصة يوميا للحديث إلى أهاليهن ؟". و تفيد
المعلومات المتوفرة لدينا ، أن 14 فتاة أغلبهن من العاصمة ، بومرداس ، تيبازة و
حتى من المدن الداخلية من الشلف ، غليزان ، تيارت ، المدية ، هن فتيات
مستوياتهن الإجتماعية محدودة و أيضا التعليمية ، لكنهن يتمتعن بقدر من الجمال
كان تأشيرة لهن للمشاركة في حصة زواج مفتوحة للعروض ، أثارت معارضة
كبيرة وسط الجزائريين الذين عبروا عن ذلك على موقع الأنترنيت و طلبوا بإلغاء
الحصة لأنها إساءة للرجل الجزائري و المرأة التي تحولت إلى بضاعة ، و تساءل
العديد عن مصير الفاشلات في المسابقة ، في ظل تسجيل عدم عودتهن " لا
نستبعد إستغلالهن من طرف شبكات الدارة و تجارة الجنس " ، و ذهبت تعليقات
في إتجاه إتهام شبكات إسرائيلية بالتكفل بهن لاحقا " لضرب الإسلام و الجزائر" ،
القضية يبدو أنها أخذت أبعادا كبيرة ، بعد أن قررت عائلات البنات التكتل
لإسترجاعهن و أيضا وقف "إختطاف بنات الجزائر الجميلات " مطالبة بتدخل
السلطات العليا للبلاد.